الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

جراح الوطن

#مشهد_اول..
......
-محمد طارق اخبارك وصحتك؟ وكيف عامل ؟
-تماام الحمدلله وانت عامل شنو ؟
-بخيير الحمدلله. .انت مش خلصت جامعه ؟
- اي والله والحمدلله عقبال تتخارجو انتو ..
- اي نحن نتايجنا في رمضان..
- بالتوفيق ان شاءالله. .
- وانت هسه عامل شنو؟ اتخارج من البلد دي خلاص. .
- اهو بلقط لي في شهادات ... اي ان شاءالله - اي يازول اكسب زمنك..
- ان شاءالله. .
.
.
#مشهد_ثاني..
......
-اووو درويش عاش من شافك ياخ ..انت يازول لسه قاعد في البلد ؟
- يامعلم يديك العافيه الأمور شنو؟ ..هههه لسسسسه قاااعد. .معقوله امشي واخليها ليك! !!
- والله جري الجري مع الجامعه بس الحمدلله. ..ياخ والله انت زول ماجادي البقعدك لحدي هسه شنو؟ - ان شاءالله بتخارج وبخليها ليك عارف بلد مافيها تمساح يتقدل فيها الورل..
- هههه ورل انت..جد والله امشي ياخ عشان تظبط امورك وترسل لينا ..معقوله لا نلقاها منك هنا ولا هناك..
- ههههه ان شاءالله. ..
.
.
#مشهد_ميه..
......
-ود طارق شنو ياعمك وين ماظاهر؟
- والله موجودين ومتوفرين بكثره كمان..
- عامل شنو والجديد معاك ؟
- كلو فل الفل الحمدلله. .مااافي جديد كلو تاريخ..
- اها خلصت المعهد ؟
- ايوه الحمدلله.. اها انت عملت شنو في الخدمه ؟
- والله ياعمك ساكي التقرير الطبي الناس ديل عوارض ياخ..
- اي والله امشي ليهم جاهز عشان مايجرجروك..
- اي ان شاءالله. . اها مكبرا متين انت ؟
- مكبرا شنو؟
-انت دمك؟! مسافر متين؟ البلد دي العمل فيها عمل والما عمل ماحيعمل شي تاني..عشان كده اتوكل يازول ...
- لسه شويه..اي والله ربنا يسهل..
- لسه شنو؟ منتظر شنو؟
-هههه منتظر سد النهضه
- هههههه مساختك دي اصلو ماحتخليها
- اي هههههه....
.
.
هذا هو تفكير ابناء بلدي الآن. .الكل يحاول ان يهرب ان يستريح ان يستقر..
الكل يريد ان يعيش عيشه رغده جميله هادئة امنه. .
ولكن في ظل هذه الظروف وبعد ان تدهور الحال الي اقصى ماشهدته البلاد ادرك الجميع انهم ليس لديهم مستقبل هنا..الا ماندر منهم ..
ودق ناقوس الخطر ميقظآ اياهم للتوجه الي الخارج..
فلا يوجد سبب وحيد لباقائهم هنا...
سيعاني السودان بفقدان كل المواهب كل العباقرة كل العلماء ..ولن يجد احد ليطبطب عليه ويخيط جراحه..
سوف يصبح وحيدا مع اولئك الذين دمروه وجرحوه وشتتوا شمله....
عسى ولعل ان يستيقظوا في يوم من حلمهم هذا ويعيدوا للوطن مجده وعافيته...
.
.
ولله درك ياسودان...
.
.
محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق