جلست ﺍﻷم ﻋﻠﻲ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻐﺮﻓﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﺤﻀﻴﺮ ﻣﻼﺑﺲ ﺍبنائها
ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻭﻣﻜﻮﺗﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺍﻧﺘﺸﺮﺕ "ﺍﻟﻤﻼﻳﺎﺕ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ " ﻣﺸﺸﺘﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻻﺭﺽ ..
.
ﺗﺴﻠﻘﺖ ﺍلاخت ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﻐﻴﺮ "ﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ" ﻭﺗﺮﻛﻴﺐ
ﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﻈﻴﻔﻪ .. ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﻐﺮﻓﻪ ﻭﺣﻮﺍﺋﻄﻬﺎ ﺟﻴﺪﺍً . .
.
.
ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﺘﻮﺍﺟﺪﻭﻥ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻨﻈﻴﻒ ﻭﺣﺮﻕ
ﺍﻷﻭﺳﺎﺥ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺭﺷﻪ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﻭﺭﺵ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺃﺣﻮﺍﺿﻬﺎ ..
وتنظيف مخلفات الكبش "الخروف" واطعامه مرة أخرى. .
.
.
إمتلاء الشوارع بكل أطرافها باكياس القش والفحم ..
وتشتت الرعية في بقاع مختلفة من الأرض لبيع الضان ..
.
.
يتجادل الباعة مع المشترين "و يا ود الشيخ كده ما بتجي.. و يا اب شنب كدي باركها و خليها بالنيه.. و حرم ده جضع شوف ضنبو و عاين خشمو" و ترتفع اصواتهم هنا و هناك ..
.
.
ﺍﻟﺒﻌﺾ يعودوا وهم يحملون كبش الأضحية ومحملين باكياس الخضروات و الفحم وأيضاً أكياس القش..
.
.
ﻳﺄﺗﻮا ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻳﺮﻛﻀﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻫﻢ ﻓﺮﺣﻴﻦ ﺑﻘﺼﻪ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ . . ﻭﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺈﻟﻘﺎﺀ ﻧﻈﺮﺓ ﺃﺧﻴﺮﻩ ﻋﻠﻲ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭﺟﺰﻣﺘﻪ الجديدة و يجلسون قبالة الخروف ويتأملون
ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺨﻠﺪوا ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ . .
.
.
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺮﻣﺪﻳﻪ .. ﺍﻟﻜﻞ ﺗﻌﺐ ،ﻣﺮﻫﻖ ،
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﺮﺡ ، ﻣﺮﺗﺎﺡ، ﻭﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﺟﺒﻴﻦ ﻛﻞ ﻓﺮﺩ ﻣﻨﻬﻢ .
ﺍﻟﻜﻞ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﺃﺑﻬﻰ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﺑﺴﻄﻬﺎ ..
ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻳﺴﺎﻫﺮﻥ ﻓﻲ ﺗﺠﻬﻴﺰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ..
ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﻥ ﻳﺘﻮﺟﻬﻮﻥ ﺻﻮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭ ﺍﻟﻲ "ﺻﻮﺍﻟﻴﻦ ﺍﻟﺤﻼﻗﺔ "..
ﻛﻞ ﺫﻟﻚ!
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺍﻋﺐ ﻧﺴﻴﻤﻬﺎ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺷﺖ ﻣﺴﺒﻘﺎً
ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ..
ﻭﺗﻮﺍﺭﻱ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻣﻌﻠﻨﺎ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ اخر مناسك الحج وأعظم شعائرها الا وهو الوقوف بعرفة..
.
ﻣﻀﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ ربما أخذ البعض قيلولة فاﻹﺭﻫﺎﻕ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﺪ ..
.
ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺼﺒﺢ .. وﺗﺘﻠﺒﺪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺒﻂﺀ . .
ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ و الشيبه ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﻜﺒﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭ ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﻭ
ﻳﻨﺪﺩﻭﻥ ...
" ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ،، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ،،الله أكبر
ﻻ ﺇﻟﻪ ﺍﻻ ﺍﻟﻠﻪ، ،
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ،، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ،،
ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ " . .
" لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك. .إن الحمد والنعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك..
الله اكبر كبيرا
و الحمدلله كثيرا
.سبحان الله بكرة وأصيلا "..
ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻫﻲ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﺑﻨﻜﻬﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻋﺬﺑﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ..
مختلطة بأصوات الخرفان التي تتعالى من كل منزل..
.
ﻳﻘﻤﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﻧﻈﺎﻓﻪ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺗﺒﺨﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﻄﻴﺒﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﻚ
ﺍﻟﻔﻮﺍﺡ . . ﻳﻘﻢ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﻳﺘﺠﻬﺰﻭﻥ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ .. ﻳﺘﺠﻤﻠﻮﻥ ﺏ "ﺍﻟﺠﻼﻟﻴﺐ" ﺍﻟﻨﻈﻴﻔﻪ ﻭﻳﺘﻌﻄﺮﻭﻥ ﺑﺄﺭﻗﻰ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ، ﻭﻳﺘﻮﺟﻬﻮﻥ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ . .
.
ﺑﻌﺪ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻌﻴﺪ ..ﻳﺘﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﻥ ﺍﻟﺘﻬﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻳﻜﺎﺕ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ
ﻋﻴﺪ الأضحى المبارك .. ﻳﺘﺴﺎﻣﺢ ﺍﻟﻤﺘﺨﺎﺻﻤﻮﻥ ﻭﻳﺘﻌﺎﻓﻮﻥ .. ﻭﻳﻘﻮموا
ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻳﺼﻠﻮا ﺍﻟﺠﺎﺭ ..
ﻓﺮﺑﻤﺎ ﺍﻧﻘﻄﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ
ﺑﻤﺸﺎﻏﻞ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . .
.
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺰﻳﻨﻮﻥ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻳﺘﺒﺎﻫﻮﻥ بملاﺑﺴﻬﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ
ﺑﺮﻳﺌﺔ ..ﻭﺗﻤﺘﺰﺝ ﺭﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﻌﻄﻮﺭ ﻣﻊ ﺭﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﺨﺒﺎﺋﺰ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﺟﺎﻋﻠﺔ ﻣﻦ
ﻳﺴﺘﻨﺸﻘﻬﺎ ﻳﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ " ﻳﺎ ﺳﻼﺍﺍﺍﻡ ﻳﺎ "
ﻭﺃﺻﻮﺍﺕ " ﺍﻟﻄﻠﻖ " ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﻱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻭﺍﻳﺎ ﺍﻟﺤﻲ ﻣﻤﺰﻭﺟﺔ ﺑﻀﺤﻜﺎﺕ
ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺮﻧﺎﻧﻪ .. ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺑﺨﻴﺮﻫﺎ ..
.
ﻳﺘﺒﺎﺩﻝ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ ﻭﻳﺘﻤﻨﻮﻥ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ
ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﺼﺤﻪ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ . . ﻭﻳﺘﺮﺣﻤﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻣﻮﺍﺗﻬﻢ
ﻳﺘﺬﻛﺮﻭﻧﻬﻢ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﺧﺎﻟﺺ ﺍﻟﺪﻋﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻬﻢ ..
.
.
كل منزل يقوم بإخراج كبش الأضحية أمام المنزل و يلتف الأطفال حول الكبش في انتظار الضبيحة ومشاهده هذه العملية التي يرونها ممتعة ..
.
.
و اخيراً وليس اخرا يتشبع الهواء برائحة اللحم المشوي"الشية " و الكل يجتمع في الافطار و الشطة الخضراء و المشروبات و الضحكات و يعم السرور .
.
.
ﺍﻧﻪ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ .
.
ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻧﺘﻢ ﺑﺨﻴﺮ ﻭﺭﺑﻨﺎ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻷﻣﺎﻧﻲ ﻭﻳﻌﺎﺩ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ.
.
.
ﻭﺍﻟﻌﻔﻮ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ 😊✋ .
.
.
محمد طارق | زول درويش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق