الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

عندما تكون مشتاق للكتابة

عندما تكون مشتاق للكتابة و لكن لا تجد ما تكتبه تحاول بكل شدة ان تخرج سطرين من عقلك ولكن لا تستطيع. .
فتستسلم و تذهب لأقرب (ست شاي) و تجلس في انتظار كوب القهوة المركز. .
تجلس و تتأمل الطريق أمامك .. تتجول بنظرك حول وجوه المارة. .
تلك الوجوه الضاحكة
و تلك الوجوه العابسه
تلك الوجوه التي اكل عليها الدهر و الزمان
و تلك الوجوه النضرة التي اينعت و فرهدت قبل أيام. .
.
ترتشف من ذلك الكوب الذي وضع أمامك تتلذذ طعم القهوة و تتحسس  تفاصيل مكونات هذا الكوب في خيالك .. كيف تحولت حبات البن الي مخلوط سحري يقود الجميع الي عالم آخر من الهدوء و الاسترخاء !!
كيف امتزجت بحبات السكر التي تعطيك طعم اللذة و الجمال !!
كيف ذابوا في مكون أساسي من مكونات الحياة !!
و كيف تمكن الماء من جمع هذين الفصلين من المشاعر المجتمعة في شكلك حبات و خلطهم معآ في إناء !!
.
توضع ذلك الكوب و تعزل نفسك بعيداً عن الضجة و صخب الحياة ..
يحل الصمت
تضربك نسمات الهواء
و تجد نفسك ترتفع من أعلى الأرض..
ترى الوجود بعين طائر
تقوم بفك طلاسم المدينة
تلك الأزقة الضيقة
و تلك الشوارع المتسخة
و الباحات الخلفية..
ترى حركة السير
تناغم خطوات الأشخاص
اختلاط الشاحنات السيارات والدراجات ..
تري الأحبة مجتمعين
أزواج أزواج
كلا يعبر عن حبه و هواه
عن عشقه و هناه
يضعون النقاط علي الأحرف
يرسمون خطة حياتهم الزوجية
لا يكترثون بواقع معاق
ولا يعلمون بما يخبئه لهم القدر..
.
.
ترى كلب يحفر في الأرض و هو يلهث و يواصل الحفر عسى ولعل ان يستخرج عظم يلعقه و يعتني به ..
.
ترى قط يبحث في حاويات القمامة
عن فضلات طعام ليأخذه لكي يطعم اطفاله و يجلس حولهم يراقبهم و هم يكبرون ..
.
ترى طفل صغير يتنقل بين نوافذ السيارات يحمل في يده الصغيرة قطعة قماش مهترئه ينظف بها الزجاج مقابل قرشا يجمعه ليوفر به وجبة طعام !! .
ترى سيارة إسعاف منطلقة تتخطى مسرعة بقية السيارات تحمل في جوفها روح تشبثت و تعلقت ما بين الموت و الحياة !!
.
ترى شرطيا يركض مسرعاً خلف لص قد خطف حقيبة يد من سيدة عجوز و هو يلبي لها النداء !!
.
ترى جموع غفيرة تتحرك نحو المساجد بصدد أداء إحدى الصلوات الخمس.. حينها يتوحد الكل و يتساوى  الجميع من رئيس الي فقير من مدير الي موظف .. يصطف الجميع في صفوف متساوية ..
.
.
و عند آخر رشفة تهبط مجددا و تنظر لهاتفك و تتصفح المواقع و تتابع الأخبار عسى ولعل ان تجد شئ يلهمك لكتابة أحرف تفرغ بها ذلك الشوق فلا تجد وتوضع الكوب فارغاً وترجع من حيث أتيت. ..
.
.
#محمد_طارق_زول_درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق