الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

تسوق

تسوق | Shopping . .
.
سألتها : أين كنت ؟!
أجابت : ذهبت الي السوق.
و أردفت قائلة و بكل حنية و هدوء(عملت shopping)..
.
حينها تركت أرض الواقع و سرحت مع كلمة (shopping) التي خرجت من لسانها ك سهم أصاب منتصف قلبي..
حينها تخيلتها تخرج من متجر للملابس وتحمل في يدها اليسرى أكياس ورقية.. و تتوسط صديقاتها ..
و إنسدل الشعر مغطي كتفيها و يمتد حتي منتصف ظهرها.. يداعبه الهواء يؤرجحه يميناً و يسارا. . يعكس ضوء الشمس ليجهر كل من يمر بقربها ليتحول من أسود داكن الي ذهبي فاقع..
حينها تتحول الي فتاة شقراء ..
ترفع بيدها اليمنى نظارتها الشمسية لتضعها في منتصف رأسها .. محولة اياها لطوق يمسك و يجمع تلك الخصيلات الحريرية ..
لكي تبين عينيها ..سبحان من خلقها !!.. لها عينين كاللؤلؤ ناصع البياض .. كأنه اخرج حديثا من دهاليز الكنوز المغمورة في أعماق الخلجان..
.
تتحرك و كأنها لا تتحرك!
ليست كباقي البشر .. إنها تطفو في الهواء لا تجيد المشي بل تسبح من أعلى الرصيف..
وانا في آخر الرواق متلهف لكي امسك يدها .. اسمع صوتها .. و ضحكتها..
ضحكتها حين يسمعها المارة يلتزم الكل بالصمت. . حتي كل تلك الضوضاء من أبواق السيارات.. و شتائم السكارى.. و صوت وقع الأقدام علي بلاط الأرضية. .تختفي !!
كوحيد قرن هائج تم طعنه بمخدر .. رويداً رويداً حتي يسقط أرضاً. .
كل هذه الجلبة تتواري خجلا خلف ضحكتها ..
تنعكس صورتها علي زجاج الواجهات الخارجية للمتاجر .. و تترك خلفها رائحتها و تتفتح حولها تلك الباقات التي أعدت من الأزهار الطبيعية و تعاودها الحياة مرة أخري بعد أن سلبت و عرضت أمام متجر صغير.. تترك و رائها رائحتها ليغرق الجميع في عشقها و تجعل الكل يحلق في مسار عطرها ..
.
وهي مازالت تتوسط صديقاتها اللاتي لا يبدون مثلها .. فهي كنجم أسفل السماء قريب من الكرة الأرضية يلمع و يزداد بريقا كلما زادت العتمة. . ليست ك سائر النجوم التي أصبح لونها باهت غير واضح للعيان. .
و ما زالت تطفو كمصاص دماء يتحرك بخفة يترقب فريسته بأن تقع في مصيدة أسنانه..
و ما زالت تقذف علي و علي من حولها سهام جمال اشتعلت نارا و ازدادت لهيب..

و عند كل خطوة تخطوها يتبين لي جسدها الفتان.. لن اوصفه فهو حق لي وحدي فقط..
و ما زلت انتظرها وهي تقترب بلهفه و أبتسم و أذكر نفسي تبآ كم أنا محظوظ !! بامتلاك هذه التحفة التي يجب وضعها بعيداً عن أعين الناس و أيديهم فهم لا يستحقون النظر إليها و لا أيضاً الاقتراب منها .. تبآ كم أنا محظوظ !!
.
أعادتني للواقع بقولها :
مشيت السوق اشتريت
دكوة
و فلفل
وشطه مدقوقه
و شويه بهارات
و زعتر ..
.
ح احتفظ بحق الرد لأن ما ساقوله سوف أحاسب عليييه..
.
.
محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق