الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

في باحة الجامعة

و فجأة !! أطلقت العنان ل رجلي
فإذا بي أركض في حرم تلك الجامعة العتيقة. . وهم خلفي يصيحون " اقبضوا عليه! !!"
وأنا أركض بكل ما أملك من سرعة و مع كل خطوة أنظر خلفي و اجدهم يزدادون عددا. . لا أعلم من اين يأتون !!
و هاهو أمامي مبني لأحد الكليات بهذه الجامعة .. توجهت صوبها و دخلت عسى ولعل ان اجد مخبأ .. و لكن كل القاعات و المكاتب مغلقة ..
ما هذا الحظ !!
أصبحت أركض في ممرات هذه الكلية حتى دخلت دورات المياه.. واختبات هناك. .
حاولت جاهدآ ان اهدئ من روعي. .
التقط أنفاسي بصعوبة !!
حتي سمعت صوت أقدامهم يتحرك في الممرات. .
و صدي صوتهم يردد " ليبحث كل واحد منكم في إتجاه"
ومازلت هنالك محبوسا .. فإذا بي أسمع صوت أحدهم في الحمام المجاور..
همست قائلاً : هل هنالك أحد ؟؟
لماذا انت هنا ؟!
أجاب : اني مطارد من قبل طلاب حزب ما .
ذهلت من رده !!
و أردف قائلاً : لماذا انت هنا ؟ لوهلة ظننتك واحد منهم !
أجبته : لا أعلم لكني اظنهم نفس الأشخاص الذين يطاردونك. .
فجاة دوى صوت باب في الممر الخارجي! !
حل الصمت في المكان !!
و اقترب صوت الخطوات مننا.. يبدو انه شخص بدين ..
فوقع صوت الأقدام علي بلاط الأرضية يبدو ثقيلاً. .
اقترب من دورات المياه. .
تصببت عرقآ
و حبست انفاسي ..
يبدو اننا قبضنا..
لقد هلكنا !!
بدأت الأقدام تقترب . . نعم انه واقف الآن أمام الباب ..
و ما زال الصمت مسيطر علي الأوضاع. ...
.
.
حتي جاء صوت من بعيد تكرر حتي اتضح لنا..
هنالك أحد يصيح لذلك البدين وهو يقول " هيا بنا يبدو أنهما قد خرجا نحو الباحة ، هيا لنلحق بهما قبل ان يفلتا من قبضتنا"
حينها تراجعت الخطوات.. رويداً رويداً حتي اختفت من الممر. . فخرجت بهدوء امشي علي أطراف اصابعي و استرقت النظر في الممر .. الوضع أمن لا يوجد هنالك أحد. .
خرج الشخص الآخر من الحمام المجاور..
سالته : هل تعلم لماذا يطاردونك؟!
أجاب : إنهم يودون أن انضم اليهم ولكني رفضت .. وحاولو بكل السبل و لكني وقفت ضدهم والآن يطاردوني كمجرم فار من العدالة. ويبدو انهم يودونك بأن تكون كادر في حزبهم.
تبآ! ! ما هذا الهراء !!
أعلم جيداً أنهم حزب مسيطر و ليس لديهم رادع..
سألته : كيف يمكننا إذن ان نفلت منهم ؟!
أجاب بأن نكون خارج حرم الجامعة بعدها لن يستطيعوا بأن يلمسوا شعرة من رأسنا. هذا هو الحل الوحيد. .
قلت إذن لنخرج قبل فوات الأوان. .
خرجنا سوياً .. نتلصص بين الممرات حتي بانت لنا الباحة الأمامية المطلة على الكلية و ها هو الباب هنالك. .
لكنهم بالخارج يبحثون عنا.. فلنتوكل علي الله ثم نأمل ان لا تخذلنا ارجلنا..
.
.
و بدأت بالركض متوجهاً نحو الباحة. . أشجار اللبخ القديمة التي عمرها سنوات طوال. . وأشجار أخرى طويلة تقف شامخة بالرغم من قسوة الدهر والطقس عليها..
اللعنة !! لقد عثروا علي !!
و مازلت في منتصف تلك الباحة الواسعه. .
الكل يقف هناك ينظر فقط لماذا لا يحركون ساكناً !!!
علي ان أصل. .
إنهم يقتربون يأتون من كل فج عميق
كالنمل !!
الآن خرجت من الباحة .. لم يتبقى لي إلا القليل والخروج من هذه الجامعة. . لست سوى زائراً !! اهكذا يرحب بالزوار ؟!!
و مازلت أركض .. لم أعد أشعر بقدمي..
انفاسي !!
صدري يضيق !!
رئتي لا تتحمل  المزيد من الهواء !!
لا يبعد مني الباب سوى انشات .. ولكن تمت محاصرتي من قبل اثنين !!
تبآ !!

أحدهم وقف أمام الباب ليقفله بجسده
والآخر علي يميني ..
أما البقية يركضون نحو !!
التقطت الأنفاس بدأت رئتي تعود لموضعها
و لكن نضبات قلبي في ازدياد..
ليس هنالك سوى حل واحد هو مهاجمة من في الباب لذا ساعتمد علي يدي ..
و انطلقت بكل ما املك من طاقة نحو ذلك الشخص
و بكل قوة قبضت عليه من منتصفه كما بحركة شبيهه من  " ضربة الرمح" و خرجت به خارج الباب ..
تركته ليسقط علي الرصيف و عبرت الجهة الأخرى من الطريق. .
.
جثوت علي قدمي التقط أنفاسي..
ها أنا الآن حرا !
ورأيت كل من بداخل الجامعه ينظر الى بين فتحات السور الخارجي و يكبر  و سعيد لخروجي..
نعم لقد نجوت!
لقد فعلتها !
ورفعت يدي أجل أجل أجل " yes ! yes! yes!  "
.
.
.
.
حينها أستيقظت من النوم و بدأت اتعوذ بالله من الشيطان و من ذلك الحلم الشنيع الذي قطع انفاسي. .
صليت صلاة الصبح و عاودت النوم مجدداً .
.
.
محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق