السبت، 19 سبتمبر 2015

ذات عصرية

ذات عصرية،
.
في طريق عودتي من البقالة الي المنزل لفت انتباهي سيارة صفراء تقف بالقرب من منزل جارنا،،
و عندما اقتربت انزلت الزجاج لكي اتامل هذه التحفة " شيفروليه كامارو " تلك التحفة التي تكسرني في كل مرة يقع نظري عليها، و كأني وقعت في غرامها من اول نظرة، 
اجل مغرم بها ! 
فالغرام  ليس للإناث و الذكور فقط ،  بل لكل شئ.
.
اوقفت السيارة في منتصف الطريق و ما زلت اتامل حتي جرفني الخيال بعيداً..
فاذا به المكان يتحول إلى ساحة كبيرة بعيدة عن المدينة..
هذه الساحة مليئة بالسيارات الرياضية و الدراجات النارية و تضج الاجواء بأصوات المحركات القوية،،
فإذا بي اجد نفسي محاط بهذة السيارات و السائقين و فتياتهم ، 
و علي يميني تلك الصفراء، 
وتقدم احدهم لرسم خط البداية!
سوف نخوض سباق 🏁 و الفائز ياخذ سيارة الاخر..
و اتت فتاة شقراء ترتدي سروال قصير من الجنز ذات جسم ممشوق و تحمل في يدها منديل ابيض و تقف في المنتصف بين سيارتي و سيارة الكامارو،
و تعلن لنا و للجميع شروط السباق الذي سيكون نهايته علي مسافة 3 اميال،
و ابدأ بتسخين محرك سيارتي،
و ترتفع الاصوات،
و صوت احتكاك الاطارات بالارض،
و رائحتها،
و هاهي الفتاة ترفع يديها و الكل يصيح و تسقط المنديل ارضا ليبدأ السباق،،
انطلقت الكامارو بسرعة كبيرة،
و انطلقت خلفها مسرعاً بعد ذلك،
لكن ما زالت تتقدمني،،  سوف لن اخسر! و  ساحصل عليها!
قمت بتغير ناقل الحركة لتزداد سرعتي،  ليصبح الفارق بيني و بينها امتار،
الكل يترقب،
الكل يحبس انفاسه،
وصلنا الي الربع الاخير من السباق،
و مازالت انا في المؤخرة،
علي ان اسرع اكتر، سينفجر المحرك،  فسيارتي سيارة عائلية لا تحتمل هذا الضغظ ،
لكن لا علي ما دمت ساحصل علي هذه التحفة،،
قمت بمناورة لاتقدم بسرعة اكتر و وصلت بالقرب منها.،
انها صعبة المنال!
سريعة جدا!
و قوية ايضاً!
يبدو محركها ذلك المحرك 6V ذو سعة لترية 3.6 , وقوة عزم 335 حصان، والذي يسمح بالتسارع من 0كم الى 100 كم /ساعة في وقت 6 ثواني فقط،  ما زال يحتفظ بقوته..
.
اقتربنا من خط النهاية!
و يبدو انني سوف اخسر،
و لكن لدي محاولة اخيرة قبل ذلك،
سوف اقوم بتغير السرعة و الاستعانة بالدفع الرباعي و تخفيف الضغط علي المحرك بتوقيف كل الوظائف الاخري في السيارة،،
و ها انا ذا اتقدم،
يبدو أن الخطة في نصابها الصحيح!
و هاهي السيارة تتقدم!
انها تسرع!
اكاد لا اصدق!
الان نحن متساوين!
خط النهاية امامنا!
سوف اسرع بكل ما اوتيت!
و هاهو الحكم يرفع لنا العلم و يعلن انتهاء السباق!
لقد خسرت!
.
.
لا!  الحكم يشير نحوي!
لقد فزت!
لقد فزت بفارق سنتيمترات!
نعم لقد فعلتها!
اجل اجل اجل!
اصبحت امتلك سيارة كامارو!
يا رباه!
اطير الان من الفرح!
.
.
و لكن اعادني ذلك البوق المزعج و صوت ذلك الهندي الذي يشتمني الي الواقع!
فإذا به يقف خلفي و يبدو انني قد سددت عليه الطريق.
.
اغلقت النافذة و تحركت و ما زلت انظر للكامارو بالمرايا الجانبية حتي وصلت المنزل.
و ما زلت اعض شفتي حسرة علي تلك اللحظة التي خربها الهندي.
.
.
تمت.
.
.
محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق