الاثنين، 31 أغسطس 2015

ذات ليلة ممطرة

ذات ليلة ممطرة،
قبل أن تبكي لنا السحب،  و تغسل اجسادنا من الذنوب والخطايا، و تحمل من عليها الهموم المتثاقله، قبل ان يضئ البرق السماء، و يتسلل بين الفراغات،
قبل أن يدوي الرعد، و يصرخ كصراخ طفل خرج الان من بطن امه المتهالكة،
قبل كل ذلك،  عندما بدأت الشمس تتوارى خوفاً خلف السحب،  و بدأت الرياح تهب،  و تدب الحياة في الاشجار التي كانت تقف كانها رسم ثلاثي الأبعاد ،
عندما تسللت رائحة الدعاش الي انفي و لفح النسيم جسدي، وقتها انتفض قلبي،  كل الشعيرات الصغيرة انتصبت،  تحرك الدم بصورة جنونية، و انتفخ صدري بذلك النسيم البارد،
في تلك اللحظة،  كل شيء من حولي ذكرني بها ،
اخذت متصلا بها،
رن هاتفها، اخذت مجيبة بسرعة،
" الو! حبيبي! كيف حالك؟ "
لم تتحرك شفتاي بكلمة، فالشوق لها اكثر من ان تتفوه بكلمة،
و مازال الخط يعمل،
"  الوووو!  حبي!  وينك؟! "
صوتها اقتحم كل وريد، شريان، مسام، ملأ كل الفراغات بداخل جسدي، ملئها عشق و هيام،
و هي تنادي!
"  يااا الله !  رد علي فشنووو!  والله اقفل الخط! "
اجبت و كلي لهفة للقائها،
" مساء الخير حبيبتي! كيف حالك!  انت عارفه الجو ده جو شنو؟ و شكلو المطره جايه! "
اجابت " اي والله جو سمك!  "
قاطعتها " سمك في عينك، جنك اكل!  ده جو مفروض نكون فيو مع بعض لكن الطلعه صعبه..... "
و ظللنا نتحدث قرابة الساعة،  حتي نزل المطر و ذهب كل واحد منا ليدخل المراتب و تلك الملابس المعلقة على حبل الغسيل،
و استمر المطر ساعات،
و اتصلت على قبل أن تنام " مساء النور حبيبو!  اها كيف مع الجغمسه دي! "
اجبت " اهلين عيونو و الله بخيير الحمدلله،  فتحت المجاري و نضفت الخور البرا و هسه غيرت هدومي وقعدت،  وانت كيفك؟ "
و استمر الحديث لاكثر من ساعة، فالوقت معها يمضي بسرعه البرق الذي يزين السماء الان،
تتحدث معي كانها تقف امامي،  تتراقص طربا علي وقع انغام كلماتي، تتمايل،  و تطلق شعرها الاسود الطويل في الهواء،  ليرقص معها، تحرك رأسها ليسقط شعرها علي وجهي، تقترب مني حتي يغطيني، و تهرب مني مجددا،  اراقبها بكل هدوء، و اقف لمشاركتها الرقص امسك يديها الناعمتين، واضمها لصدري ، و نرقص حتي تتساقط الاشياء من حولنا، و نفضل انا وهي و الفضاء،
تقاطعني " قلبو انا نعست ممكن اسمع اغنيه ما قبل النوم؟ "
لديها اغنية مفضلة كانت تغنيها لها والدتها منذ ان كانت صغيرة و لا تنام الا وهي تسمعها،،
اجبت " اكيد يا ستو يلا غمضي عيونك و اسمعي،،
لي قطة صغيرة سميتها سميرة
تنام في الليل معي و تلعب في اصابعي..
بذيلها الطويل وشعرها الجميل ..
و دائما احبها ولا اريد ضربها.. "
.
ثم اقفل الخط و ادع طفلتي تنعم بنوم هادئ ، اضع هاتفي جانباً ثم انام .
.
تمت
.
.
محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق