الكل يكتب عن شريك المستقبل رفيق الدرب..
لن اكتب عن ذلك الشريك ولكن ساكتب عن زفافي و ما بعده ..
.
سيكون زفافنا مبتذل كسائر حفلات الزفاف..
اناس اتوا مبكرين الي خيمة الحفل.. تزينوا بأجمل ما لديهم.. فرحين بي.. وبعض الفتيات اللاتي تاكلهن نار الغيرة و يعضن شفاهن من الحسرة..و تحطمت قلوبهن، فكل واحدة تود لو اكون لها..
الان اصبحت ملك لسيدة واحدة، هي الاجدر بي ..
و اطفال يركضون و ياخذون المشروبات و يلعبون بين المقاعد..
و مطرب علي المسرح يغني و امامه اشخاص يتمايلون و يرقصون..
حتي وقت دخولي الي تلك الساحة سيكون كما عهدنا.. موسيقى الزفاف المعتادة، و اهلي يحيطون بي من الجانبين، و ربما ينثروا الورد من فوقنا..
و يليها رقص بطئ في منتصف الساحة، ثم نذهب ونجلس و نمضي نصف الحفل في المباركات، حتى تضعف قوة يدي و ربما تموت من المصافحة التي لا اخر لها!
ثم نرقص سوياً، و دون سابق إنذار! يحملني اصدقائي علي اكتافهم و امضي نصف النصف المتبقي من الحفل وانا معلقاً في الهواء!!
و ابحث عن سيدتي بين تلك الوجوه التي تتصبب عرقا من ضعف التكيف و الكثافة البشرية في دائرة الرقص ، و لكنها قد سحبت لكي ترقص هنالك مع ذويها..
لا علي !
لادعها ترقص معهم لاننا سنرقص بقية عمرنا سوياً..
سينتهي الحفل و يتجمع الكل حولنا لالتقاط الصور و وربما يرفعها البعض في حساباتهم الخاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي و يقدمون بعض التهاني..
.
حتى هذه اللحظة كل ذلك من اجل الجميع..
.
فقد حان الآن وقتنا الخاص..
.
سنتوجه الي فرنسا.. مدينة احلام كل فتاة، وسيكون اسبوعنا الاول هنالك نتجول في شوارع باريس، نجلس بالقرب من برج ايفيل، و نتبادل كلمات الحب و تسيطر الرومانسية علي الاجواء..
.
ثم نتوجه الي البندقية.. و نستقل احدي الزوارق المائية، و نضع الشموع من حولنا و باقات الورد الحمراء، و مساعد السائق يعزف لنا الحانآ جميلة، ونحتسي ذلك الشراب المعتق الخاص للعشاق..
.
وبعدها نعود إلى تركيا و نجلس على ضفه البحر، يطل علينا جسر اسطنبول المعلق،. و تلك الزوارق التي زينت بالأنوار الملونه،. و نحتسي كوب من القهوة الدافئة لتخفف علينا برودة الطقس ..و نستعين ببعض الاحضان..
.
ثم نذهب إلى مصر و نتجول بين مقاهيها الشعبية التي تتصاعد منها موسيقي شرقية بحته، و تتغنى ام كلثوم و عبد الحليم حافظ، و نرقص سوياً علي انغام الدراويش، و نتوجه نحو الاهرامات.. لنختم جولتنا الصغيرة..
التي لن تنتهي و ستستمر في المستقبل و سيكون برفقتنا اطفالنا الصغار..
.
سنكون انا و هي كعشيقين في سن المراهقة،
يحملان نفس الملامح
يلبسان مثل بعض
يتحدثان مثل بعض
يفكران مثل بعض،
نركض و نلعب سوياً..
اداعبها و تداعبني..
اغازلها وتغازلني..
وربما تصيبنا عين الحسد و لكننا سوف نكون اقوي منها..
فعهدنا الذي قطعناه كان.....
رفيقين في السراء والضراء مدي الحياة..
.
.
محمد طارق | زول درويش.
الخميس، 13 أغسطس 2015
ما بعد الزفاف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق