#مقتطفات_من_الذاكرة.
.
نجد بعض الاشياء مثل الاغاني او الروائح تحفر في ذاكرتنا و ترتبط لنا باحداث قد مرت علينا مسبقاً، وعندما تستنشق تلك الرائحة او تسمع تلك الاغنية تتحرك ذاكرتك لتخرج احداث من دهاليز الزمان .
.
مثلاً لي اشياء ارتبطت باحداث كلما تمر علي تعيدني الي تلك الذكريات و تاخذني عبر الزمن ،
سورتي #التين و #الفيل، هاتين السورتين ارتبطتا بفترة الروضة، في كل مرة اسمع واحدة من السورتين اتذكر فترة الروضة عموماً،
اتذكر جيداً كانت الروضة في مدرسة الحارة الثامنه الأساسية بنات، في ذلك الوقت لم تفصل الروضة بسور عن حرم المدرسة،
حتي انني اتذكر الفتيات يأتون الينا و ينظرون الينا كاننا دمى او العاب ، و ذات يوم جاءت احداهن و علقت على ملابسي حيث كنت البس "ردا كاروهات و تيشرت ساده و طاقيه كاروهات تبع الردا "
و قالت "هي حلااااتو! " ومنذ ذلك اليوم وحتي الان اسمع هذه الكلمة،
اتذكر جيداً الفصل الوحيد الذي كان بالروضة،
ذلك الفصل المتهالك المشيد من "الجالوص"
و السبورة "المنقرة "،
مقاعد الحديد،
ادارج الحديد التي تقشر منها الطلاء،
و الشبابيك الخشبية التي اكلتها "الارضة"،
و المروحة التي لا تعمل، و اتذكر ان لها "ريشة" منحنية الي الاسفل تماماً كما لو انها تقول "لقد تعبت من اللف والدوران "
و الارضية الرملية التي يرشها "القفير" بالماء لترطب لنا الجو .
.
اتذكر الاستاذة الوحيدة التي كانت تدرسنا كل المواد "عربي _ حساب _ قران كريم " وكنا ندعوها " بماما فلانة "
و عند الفترة الصباحية ما قبل "فسحة الفطور " تتساقط اوراق شجر "دقن الباشا و النيم " و تنفثها الرياح عبر النوافذ المفتوحة، لتسقط امامي علي الدرج، حتي انني كنت استمتع بصوت تهشيم اوراق "دقن الباشا " الجافة اخرج البذور البنية اللون من داخلها ،
.
ثم نخرج الي "الفطور" و اخرج من حقيبتي سندوتش "بيض او جبنه" التي كانت تعدها لنا امي في الصباح الباكر ، و نحلي بسندوتش" طحنية او مربي "، ثم نركض في ساحة الروضة المخصصة لنا، التي بها بعض الالعاب القديمة الصدئة مثل "الطوطحانية و الزحلقانية"،
ثم نعود مرة أخرى الي الفصل لناخذ " حصة الاسلامية" و نردد خلف الاستاذة صورتي الفيل و التين.
.
اتذكر الرسومات التي رسمت علي جدران الروضة "ميكي ماوس، علم السودان، توم وجيري، و الكابتن ماجد " وبعض الحكم مثل "العلم نور والجهل ظلام "،
حتي تلك الرسومات اكلت عليها الامطار و اصبحت باهتة اللون و تبدو كانها اثار قديمة،
.
وفي نهاية اليوم عندما تفرغ مننا الاستاذة نصيح باعلي صوت
"#البيييييوت
#البيوت_يا_عبود_تاكل_الدود "
.
ولنا في الماضي ذكريات جميلة.
.
.
محمد طارق | زول درويش.
الأحد، 18 أكتوبر 2015
مقتطفات من الذاكرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق