الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

في شارع النيل تنتهي الأحلام!

في شارع النيل تنتهي الأحلام!
.
في يوم مُغيم مثل هذا اليوم و في مثل هذا الشهر الذي ِكره أسمه من شدة التشغيلة،
في ذلك المكان الذي يتوجه إليه الجميع في مثل هذه الأجواء العطِرة ، حدثت هذه القصة.

" رن هاتفها الذكي تُضئ الشاشة حاملة أِسمه، أسرعت الي غُرفتها و أوصدت الباب خلفها حتي تنعم بمحادثة هادئة بعيدة عن ضجة المنزل و أصوات إخوانها الصِغار المُزعجة، إرتمت بجسدها علي السرير و ضمّت عليها الوِسادة و أخذت الهاتف تُجيب  المُكالمة.
خرج هو من منزله ليجلس في المسطبة الخارجية للمنزل لكي ينعم بمكالمة هادئة بعيداً عن مشاغلات إخوته، ولكن أصوات الركشات تبدو أرحم من تلك المشاغلات،
جلس و كُله لهفة لسماع صوتها، فصوتها يُزيل عنه كل حِمل ثقيل حمله في يومه، أخذ يُحدثها و يسألها عن أحوالها و كيف كان يومها، و كانت هي تسرد له كل صغيرة وكبيرة في يومها حتي هذه اللحظة، مضت نصف ساعة من المكالمة و عند كل دقيقة تمضي يود لو يحادثها للأبد، و عند كل كلمة تخرج من فمها و تتسرب اليه عبر سماعة الهاتف يتخيلها تقف أمامه، بمنظرها الجذّاب الذي أسره من أول لحظةٍ يراها، و هو يُحدق الي عينيها الواسعتان، و يتذكر عندما غازلها أول مرة و صمتت هي من شدة الخجل، و قُصر قامتها التي طالما رأى أنه يجذبه في كل مرة يراها ، و دائماً ما يقول لها "والله بقصرك ده بتحسسيني اني داير اشيلك واقوم جاري بيك "
مضّت المكالمة بعجل وفي آخر الحديث طلب منها مقابلته غداً حتي يخفف من شوقه لها و لكن كان لها رد آخر بأنها ذاهبة الي الجامعة لديها بعض الأوراق المهمة لتصويرها، و لديهم جلسة لشرح مادة،
تقبل ذلك منها و أودعها السلام.

في صباح اليوم التالي كانت للسُحب المُغيمه والتي تملئ السماء أثر خاص علي قلبه، فقرر بعد انتهاء الدوام أن يتوجه مع أصدقائه الي شارع النيل، فهو المكان المثالي ليمضوا تلك الساعات الجميلة فيه،
عند نهاية اليوم تقابل مع صديقه و توجها صوب النيل،
وصلا و جلسا عند فطومة بائعة الشاي، مع بقية أصدقائهم و أخرج احدهم "الكُشتينة " و مضوا في اللعب،
كُوب من القهوة يليه كُوب من الشاي، و سجارة تِلو الأُخرى، و قطرات المطر الصغيرة تتساقط عليهم، و الرزاز يداعب البشرة ليزيد من الاجواء روعة،
ذهب ليشتري علبة سجائر أخرى من أحد الباعة المتجولين،
لا يبعد عنه سوى القليل، حينها لفت إنتباهه فتاة تُشبه فتاتُه! تعبر من الناحية الاخري للطريق،
توقف مكانه لكي يتأكد،
انها هي!
اللعنة ماذا تفعل هُنا!
ومن هو ذلك الشاب الذي برفقتها!
أخذ خطوات للوراء لكي لا تراه حتي يتأكد من هو، إنه ليس بأخيها ولا أيضاً إبن خالتها، فهو يعرفهم جيداً،
راقبها عن كثب، و هي تضحك معه و كأنُه عشيقها!
و جلسا أسفل شجرة و أدارا ظهرهمها للطريق!
توتر و تصبب عرقاً!
تسّمر في مكانه!
حتي أتت تلك الحركة التي قام بها الشاب لعشيقته و حلت عليه كالصاعقة!
إنه يُمسك يدها!
في تلك اللحظة جثَى علي رُكبتيه  و تبعثرت كل أحلامه أمامه!
خُططه المُستقبلية معها!  و تلك المواقف التي جمعتهم! حتي أسماء صغارهم التي وضعوها تشتّت!
وضاع كل شئ هباء منثورا!
ففي شارع النيل تنتهي الأحلام!.
.
.
محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق