الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

نوفمبر و الشتاء

#نوفمبر_والشتاء
.
شهر نوفمبر هو بداية فصل جديد هو فصل الشتاء، و يقال عنه فصل "العُشاق"
ويقال عنه ايضاً فصل معاناة لفاقدي المأوى،
هو اكثر الفصول اقبالاً لدي النفوس، حيث تمتزج نسمات الصباح الباردة مع أشعة شمس الشتاء الدافئة،
و رائحة أوراق الشجر الجافة المتساقطة، و شكل السماء المُزينه بالسحب الخفيفة،
تترك شعور مختلط جميل في أنفُس الجميع.
.
فالشتاء عندنا كما عهدناه..
معاناة القومة بدري، و" تلتلة " الحمام الصباحي،
عندما تقف تحت الدش تشاور نفسك، تتحسس باطراف اصابعك الماء البارد، منتظراً منه أن يُسخن،
تحرك الفك الاسفل بصورة جنونية سريعة مصدراً صوت طقطقة عند احتكاك الاسنان ،
الحل الذي يناسب الجميع تسخين المياه في إناء كبير او وعاء شاي "كفتيرا"،
بعد الاستحمام تركض نحو الغرفة مغطياً جسدك بكل ما هو ثقيل ودافئ،
منظر الطلبة و العمال و الموظفين الذين تغطي نصفهم الاعلي بالملابس الشتوية "طواقي، سيوترات، شالات،فلنات برد "، 
حركة الهواء الثائر "الزيفة" و صوت إحتكاكه حول الأذنين،
الشاي باللبن و الزلابية الدافئة  ،
أخذ مقعد و الجلوس تحت الشمس لكي تنال من دفء أشعتها ما يكفي ليعاود الدم حركته ،
الهدوء الذي يخيم داخل المكاتب والغرف و غيرهم من الفراغات الداخلية،
توقف المراوح و المكيفات لعدم حوجتها، وربما تظل صامته هكذا لعدة أيام،
صدي صوت الهواء بالخارج الذي يضرب علي النوافذ والأبواب،
الروائح المحملة في الهواء
رائحة نِشارة الخشب المحروقة تحت قِدرة الفول،
رائحة الطعمية العائمة علي سطح الزيت المقلي في الصاج،
الاصوات المحملة ايضاً في الهواء
صوت الحياة السابح في الاجواء ،
مكبرات الصوت المعلقة على حوائط المدارس وهي تردد طابور الصباح،
نهيق حمار الكارو المحمل بالخضار،
الاَلات في مواقع البناء،
أبواق السيارات،
أصوات فروع الشجر الراقص، و خشخشة الاوراق المتساقطة،
صياح الكماسره،
أصوات الباعة المتجولين، الذين افترشوا الارض عارضين بضاعتهم الشتوية،
أصوات محركات الركشات،
كل شيء يتحرك يخال لك انك تسمع صوته ،
.
عند نهاية اليوم يرجع الكل الي منازلهم مبكرين بالعودة للاحتماء من قساوة الشتاء،
الجلسة المسائية و اللمة مع افراد المنزل بعد صلاة العشاء،
توصيد الغرف جيداً و وضع الشاي الحااار في منتصف الجلسة ،
الجوع الذي يصيب الكل و تجهيز
العشاء "قراصه مسخنه" من الصاج للمعدة طوالي،
المسامرة و الونسه ،
الرعشة و "كشه الجسم" التي تصيب الجسد من الهواء البارد المتسرب بين فتحات النوافذ و الابواب،
البطاطين الثقيلة التي أُخرجت و نُظفت تحضيراً للشتاء،
"القِشرة و النشاف و الغبشة و شقيق الشلاليف،
الفازلين و الجرسلين و زيت الكركار"، 
العُشاق و طالبي الحب الحنان فالليل الطويل لهم ملاذ،
اما "العزابة " جالسين في اطراف المساطب و المطاعم و "الفته والبوش و شوربة الكوارع الساخنة و بوخها يسوي كدي 👋 ".
.
و يفضل الشتاء له نكهة خاصة و وقع خاص علي قلوبنا ، و يظل لدي البعض هو الفصل المفضل دون بقية فصول السنة.
.
و كما تغنت فرقة الهيلاهوب المشهورة

" هووي الليلة!  السقط جا!
السقط جا!  السقط جا!
حبه قحة و نزله
بنطلون و بدله
و الناس جونا قاشرين!
كل زول فنيله في البرد تقيله
و النسوان عبايتين!
هوي الليلة!  السقط جا!
هووي الليلة!
السقط جا! 
السقط جا
السقط جا ! "
.
.
محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق