الاثنين، 29 أغسطس 2016

#عزلة

#عُزلة
.
أحياناً عندما تشعر بالإختناق من الأفضل لك أن تهرب من هذا العالم القبيح ، تنعزل لوحدك في غرفتك ، توصد الباب
تطفئ الإنارة ،
كل ما حولك مظلم
الجدران بلونها الباهت،
تجلس علي فراشك الدافئ،
تتكئ علي الحائط الذي خلفك و تضم قدميك نحوك..
تجد نفسك في حيرة من أمرك لا تدري ماذا تفعل!
صمت يخيم علي الغرفه،
صوت عقارب ساعتك المتصاعد من تحت وسادتك..
صوت تيار الكهرباء الذي يسري داخل وصلة شحن هاتفك المحمول ..
يهتز بصمت ثم تضئ الشاشة لتظهر عليها إشعارات و رسائل نصية قصيرة، إنها مواقع التواصل الإجتماعي ، تغلق الهاتف دون النظر اليها، فلا يمكنك أن تتحتمل المزيد من الهراء
و الكثير من النفاق..
من فوقك يعلو صوت الهواء المتسلل من بين فتحات وحدة التكيف..
تبعث تلك الشاشة الصغيرة الموجودة علي وحدة التكيف إضاءة خافته علي أرجاء الغرفه تستطيع أن ترى من خلالها أطرافك..
تضفي للعزلة قُدسية أكبر كشمعة مضيئة وضعت عند نهاية بهو معبد..
تفكر كثيراً حتي يكاد أن ينخلع رأسك من علي جسدك..
تتناسى ما يشغل بالك تارة و تعود الى التفكير تارة أخرى..
تحاول أن تكون في حالة إنعزال تام
بعيداً عن الخلق
بعيداً عن الأشياء التي تُثير إشمئزازك
التي تُضجرك بمجرد التفكير بها..
عن الأحداث المرعبة التي تحدث بالخارج
و الحروبات التي تكاد أن تسيطر على العالم..
بعيداً عن جميع خيبات الماضي و المخاوف من مستقبل مجهول ..
.
بعيداً عن كل ذلك خذ نفسك  في رحلة إلى السماء حيث الدعاء
حيث الخالق
حيث المستجاب
حيث الأمل..
و تذكر يا صديقي الأمل شئ جيد
ربما يكون أفضل الأشياء
و الأشياء الجيدة لا تموت ..
.
.

محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق