السبت، 13 أغسطس 2016

إلهام

أحياناً تُصيب عقولنا لعنة الوحدة و الإنكماش الذاتي و الفرار من كل شيء فلا نستطيع أن نكتب كلمة واحدة حتي لو كانت محض هراء..
و احياناً اخرى نجد انفسنا متلهفين للكتابة حتي اتفه الأسباب تجعلنا نكتب.. نجد الالهام في كل شيء حولنا..
فمثلاً تجد زوج من الذباب يمارسان الحب فوق طبق من البازلاء المكشوف، فيقرع الإلهام جرسه، و تبدأ بكتابة قصة العشق هذه التي ولدت ذات يوم في مطبخ إحداهن حين غفلة عندما كانت تهّم في تحضير حساء البازلاء الشهي .
فيستغل الذباب هذه السانحة ليمارسان طبيعة الحياة،
وعاء مكشوف..
خضروات متسخة لم تُغسل بعد..
نفايات وضعت علي الزاوية فاحت رائحتها المقززة..
و غفلة السيدة ،
كل ذلك يشي بطقس مثالي لإنشاء قصة حب مثالية،
حتى حين انتباه السيدة،
تقع نظراتها عليهم ، فتحرك ذراعها بسرعة بحركة تدل على الرفض و الإمتعاض ، فيظن زوج الذباب أنها تحسدهم تحقد عليهم، فالوحدة في نظراتها واضحة و شدة فرطها في إعداد الوجبات تؤكد ذلك،
لكن هذه الحركة كانت كفيلة بأن تفرقهما، فيطير كل واحد في اتجاه،
يقع الأول في مصيدة الذباب الكهربائية التي توضع على المطابخ،
فتحزن الذبابة الثانية من سقوط رفيقها و زوجها فتقرر اللحاق به ،
و تلعن السيدة بصمت،
حتي يصدر صوت المصيدة بفرقعة تُعلن عن نهاية تلك القصة التي كانت قد بدأت لتوها..
.
فتجد نفسك و الإلهام و الحروف في إتفاق و تضع القصة تحت عنوان
" عشق فوق حبة بازلاء " .

.
.
محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق