الأربعاء، 6 يناير 2016

راودتني عن نفسي!

#راودتني_عن_نفسي!
.
ذات ليلة باردة عند منتصف الحلم راودتني عن نفسي، جاءت كما لم تأتي من قبل، كانت تقف عند الزاوية المقابلة بالقرب من الباب، تُحيط بنا جدران الفراغ المظلمة ، توقفت و أنا مشدّوه في الطرف الآخر من الفراغ، أتأمل ملامحها، بدت أكثر جمالاً من ذي قبل، تبتسم لي بإبتسامتها تلك التي تشي بنوع من الهدوء والثقة ،ترميني بسهام نظراتها القاتلة التي لطالما كانت نقطة ضعفي، تلك العينان المتسعتان ، تمارسان عليّ سحر الفتنة ،
مالت رأسها الي اليمين ليسقط شعرها منسدل فوق كتفها الأيمن و بحركة سريعة جمعته كله علي ذلك الجانب،
تُراقبني بصمت، تتربص ردة فعلي، كي تنال مني حين غفلة ،
و ضعت طرف إصبعها السبابة بين شفتيها، فغدت كأنها طفلة بريئة تترجى والدها ليبتاع لها قطعة من الحلوى..

وما زلت هنالك أقف و الحيرة تجتاحني، و الشك يساورني!
كيف لها أن تأتي دون إستئذان بعد كل تلك السنوات؟!
وكنت قد بدأت أتعود علي فراقها!
و ماذا تريد!
فكلانا أصبح له حياة مختلفة عن ما مضى!
بدأت تتحرك نحوي ببطء و تقترب مني خطوة تلو الأخرى،
وجدت نفسي أبتعد الي الوراء خطوة تلو الأخرى،
أسرعت خطواتها، و بدأت أسرع بدوري،
أعلم أني أفتقدها في بعض الأحيان و أشتاق لها، لكنه ليس بسبب كافي لأتقبل عودتها!
كلما أقتربت مني تضيق جدران الفراغ من حولي!
وهي تفرد يديها كطائر نورس يحلق فوق سطح البحر كأنما تطلب مني أن أتقبلها! و أحتويها!
كانت تهمس بكلمات لم أكن أميزها، فغدت كأنها تردد عليّ تعاويذ و ترانيم حتي أنصاع لها،
و في كل خطوة تخطوها اليّ أشعر برغبة لأنذوي لحضنها و أنعم بذلك الدفء الذي أحتاجة الأن و بشدة.. 

و في تلك اللحظة أغمضت عيني و فتحت لها أبواب صدري لأستقبلها في حضني، تركت كل الهواجس تسقط أرضاً ، ودفعت بكل الأحاسيس المُزعجة بعيداً،
وقفت هنالك كمن يناجي ربه فاتحٍ ذراعيّ رافعاً رأسي للسماء!
و لكن لم يكن هنالك سوى الفراغ،
تلاشت!
صورتها التي كانت أمامي قبل ثوانٍ أختفت!
حتي قبل أن أمسك بها!
و أرحب بعودتها!
ذهبت!
ذهبت كعادتها !
تركتني خلفها أقاتل حنيني بينما صرت أبحث عن صورتها بين رُفات الذكريات علي مضض !

و ذلك بعد أن قدّت قميص تماسُكي من دُبر..
.
.
محمد طارق | زول درويش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق